شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣٥١
النبي صلى الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين ش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا ويشير الشيخ رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الإسلام والإيمان واحد وأن المسلم لا يخرج من الإسلام بارتكاب الذنب ما لم يستحله والمراد بقوله أهل قبلتنا من يدعي الإسلام ويستقبل الكعبة وإن كان من أهل الأهواء أو من أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وسيأتي الكلام على هذين المعنيين عند قول الشيخ ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله وعند قوله والإسلام والإيمان واحد وأهله في أصله سواء قوله ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله ش يشير الشيخ رحمه الله إلى الكف عن كلام المتكلمين الباطل وذم علمهم فإنهم يتكلمون في الإله بغير علم وغير سلطان أتاهم * (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) * وعن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال لا ينبغي لأحد ان ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه وقال بعضهم الحق سبحانه يقول من ألزمته القيام مع أسمائي وصفاتي ألزمته الأدب ومن كشفت له حقيقة ذاتي ألزمته العطب فاختر الأدب أو العطب ويشهد لهذا انه سبحانه لما كشف للجبل عن ذاته ساخ الجبل وتدكدك ولم يثبت على عظمة الذات قال الشبلي الانبساط بالقول مع الحق ترك الأدب وقوله ولا نماري في دين الله معناه لا نخاصم أهل الحق بإلقاء شبهات أهل الأهواء عليهم التماسا لامترائهم وميلهم لأنه في معنى الدعاء إلى الباطل وتلبيس الحق وإفساد دين الإسلام
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»