شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣١٥
اليوم وفعل بها كما يفعل بها يوم القيامة فإنه لا يتجدد به إذ ذاك قدرة ليس عليها الآن فكيف يستبعد العقل مع ذلك أنه يدنو سبحانه من بعض أجزاء العالم وهو على عرشه فوق سماواته أو يدني إليه من يشاء من خلقه فمن نفى ذلك لم يقدره حق قدره وفي حديث أبي رزين المشهور الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم في رؤية الرب تعالى فقال له أبو رزين كيف يسعنا يا رسول الله وهو واحد ونحن جميع فقال سأنبئك بمثل ذلك في آلاء الله هذا القمر آية من آيات الله كلكم يراه مخليا به والله أكبر من ذلك وإذا أفل تبين أنه أعظم وأكبر من كل شيء فهذا يزيل كل إشكال ويبطل كل خيال وأما كونه فوق المخلوقات فقال تعالى * (وهو القاهر فوق عباده) * * (يخافون ربهم من فوقهم) * وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال المتقدم ذكره والعرش فوق ذلك والله فوق ذلك كله وقد أنشد عبد الله بن رواحة شعره المذكور بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأقره على ما قال وضحك منه وكذا أنشهده حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه قوله * شهدت بإذن الله أن محمدا * رسول الذي فوق السماوات من عل * وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما * له عمل من ربه متقبل *
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»