شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٧٩
وأوردني الضلال ثم عذبني أيكون منصفا فقال له أبو عصام إن يكن الهدى شيئا هو له فله أن يعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء وأما الأدلة من الكتاب والسنة فقد قال تعالى * (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) * وقال تعالى * (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) * وقال تعالى * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) * * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما) * وقال تعالى * (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) * وقال تعالى * (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) * ومنشأ الضلال من التسوية بين المشيئة والإرادة وبين المحبة والرضي فسوى بينهما الجبرية والقدرية ثم اختلفوا فقالت الجبرية الكون كله بقضائه وقدره فيكون محبوبا مرضيا وقالت القدرية النفاة ليست المعاصي محبوبة لله ولا مرضية له فليست مقدرة ولا مقضية فهي خارجة عن مشيئته وخلقه وقد دل على الفرق بين المشيئة والمحبة الكتاب والسنة والفطرة الصحيحة أما نصوص المشيئة والإرادة من الكتاب فقد تقدم ذكر بعضها وأما نصوص المحبة والرضى فقال تعالى * (والله لا يحب الفساد) * * (ولا يرضى لعباده الكفر) * وقال تعالى عقيب ما نهى عنه من الشرك والظلم والفواحش والكبر * (كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) * وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إن
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»