شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٧٧
ش أصل القدر سر الله في خلقه وهو كونه أوجد وأفنى وأفقر وأغنى وأمات وأحيا وأضل وهدى قال علي كرم الله وجهه ورضي عنه القدر سر الله فلا نكشفه والنزاع بين الناس في مسألة القدر مشهور والذي عليه أهل السنة والجماعة أن كل شيء بقضاء الله وقدره وأن الله تعالى خالق أفعال العباد قال تعالى * (إنا كل شيء خلقناه بقدر) * وقال تعالى * (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) * وأن الله تعالى يريد الكفر من الكافر ويشاؤه ولا يرضاه ولا يحبه فيشاؤه كونا ولا يرضاه دينا وخالف في ذلك القدرية والمعتزلة وزعموا أن الله شاء الإيمان من الكافر ولكن الكافر شاء الكفر فردوا إلى هذا لئلا يقولوا شاء الكفر من الكافر وعذبه عليه ولكن صاروا كالمستجير من الرمضاء بالنار فإنهم هربوا من شيء فوقعوا فيما هو شر منه فإنه يلزم أن مشيئة الكافر غلبت مشيئة الله تعالى فإن الله قد شاء الإيمان منه على قولهم والكافر شاء الكفر فوقعت مشيئة الكافر دون مشيئة الله تعالى وهذا من أقبح الاعتقاد وهو قول لا دليل عليه بل هو مخالف للدليل روى اللالكائي من حديث بقية عن الأوزاعي حدثنا العلاء بن الحجاج عن محمد بن عبيد المكي عن ابن عباس قال قيل لابن عباس إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر فقال دلوني عليه وهو يومئذ قد عمي فقالوا له ما تصنع به فقال والذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه ولئن وقعت رقبته بيدي لأدقنها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كأني بنساء بني فهم يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهن مشركات هذا أول شرك في الإسلام
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»