شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٧٠
مقام الإشهاد عليهم كما قال تعالى في السماوات والأرض * (قالتا أتينا طائعين) * ذهب إلى هذا القفال وأطنب وقيل إنه سبحانه وتعالى أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد وأنه جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما خاطبها ثم ذكر القرطبي بعد ذلك الأحاديث الواردة في ذلك إلى آخر كلامه وأقوى ما يشهد لصحة القول الأول حديث أنس المخرج في الصحيحين الذي فيه قد أردت منك ما هو أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي ولكن قد روي من طريق آخرى قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل فيرد إلى النار وليس فيه في ظهر آدم وليس في الرواية الأولى إخراجهم من ظهر آدم على الصفة التي ذكرها أصحاب القول الأول بل القول الأول متضمن لأمرين عجيبين أحدهما كون الناس تكلموا حينئذ وأقروا بالإيمان وانه بهذا تقوم الحجة عليهم يوم القيامة والثاني أن الآية دلت على ذلك والآية لا تدل عليه لوجوه أحدها أنه قال من بني آدم ولم يقل من آدم الثاني أنه قال من ظهورهم ولم يقل من ظهره وهذا بدل بعض أو بدل اشتمال وهو أحسن الثالث أنه قال ذرياتهم ولم يقل ذريته الرابع أنه قال وأشهدهم على أنفسهم ولا بد أن يكون الشاهد ذاكرا
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»