شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٦٧
هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود قال رب كم عمره قال ستون سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت قال أولم يبق من عمري أربعون سنة قال أو لم تعطها ابنك داود قال فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطى آدم فخطيت ذريته ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وروى الإمام أحمد أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به قال فيقول نعم قال فيقول قد أردت أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي شيئا وأخرجاه في الصحيحين أيضا وذكر أحاديث أخرى أيضا كلها دالة على أن الله استخرج ذرية آدم من صلبه وميز بين أهل النار وأهل الجنة ومن هنا قال من قال إن الأرواح مخلوقة قبل الأجساد وهذه الآثار لا تدل على سبق الأرواح والأجساد سبقا مستقرا ثابتا وغايتها أن تدل على أن باريها وفاطرها سبحانه صور النسمة وقدر خلقها وأجلها وعملها واستخرج تلك الصور من مادتها ثم أعادها إليها وقدر خروج كل فرد من
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»