ووحدانيته وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها الله فيهم كالزمخشري وغيره ومنهم من ذكر القولين كالواحدي والرازي والقرطبي وغيرهم لكن نسب الرازي القول الأول إلى أهل السنة والثاني إلى المعتزلة ولا ريب أن الآية لا تدل على القول الأول أعني أن الأخذ كان من ظهر آدم وإنما فيها أن الأخذ من ظهور بني آدم وإنما ذكر الأخذ من ظهر آدم والإشهاد عليهم هناك في بعض الأحاديث وفي بعضها الأخذ والقضاء بأن بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار كما في حديث عمر رضي الله عنه وفي بعضها الأخذ وإراء آدم إياهم من غير قضاء ولا اشهاد كما في حديث أبي هريرة والذي فيه الإشهاد على الصفة التي قالها أهل القول الأول موقوف على ابن عباس وعمر وتكلم فيه أهل الحديث ولم يخرجه أحد من أهل الصحيح غير الحاكم في المستدرك على الصحيحين والحاكم معروف التساهل رحمه الله والذي فيه القضاء بأن بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار دليل على مسألة القدر وذلك شواهده كثيرة ولا نزاع فيه بين أهل السنة وإنما يخالف فيه القدرية المبطلون المبتدعون وأما الأول فالنزاع فيه بين أهل السنة من السلف والخلف ولولا ما التزمته من الاختصار لبسطت الأحاديث الواردة في ذلك وما قيل من الكلام عليها وما ذكر فيها من المعاني المعقولة ودلالة ألفاظ الآية الكريمة قال القرطبي وهذه الآية مشكلة وقد تكلم العلماء في تأويلها فنذكر ما ذكروه من ذلك حسب ما وقفنا عليه فقال قوم معنى الآية أن الله أخرج من ظهر بني آدم بعضهم من بعض ومعنى * (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) * دلهم على توحيده لأن كل بالغ يعلم ضرورة أن له ربا واحدا سبحانه وتعالى قال فقام ذلك
(٢٦٩)