شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٢١
القرون بالبلاغ وأشهد الله عليهم في الموقف الأعظم فمن يدعي أنه في أصول الدين لم يبلغ البلاغ المبين فقد افترى عليه صلى الله عليه وسلم قوله فمن رام علم ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافى المعرفة وصحيح الايمان ش هذا تقرير للكلام الأول وزيادة تحذير أن يتكلم في أصول الدين بل وفي غيرها بغير علم وقال تعالى * (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) * وقال تعالى * (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير) * وقال تعالى * (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) * وقال تعالى * (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) * وقال تعالى * (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) * إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا * (ما ضربوه لك إلا جدلا) * رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم خرجاه في الصحيحين
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»