الذي يخاف على صاحبه منه ولكن لا يوصف به الرب تعالى ولا العبد في محبة ربه وان كان قد أطلقه بعضهم واختلف في سبب المنع فقيل عدم التوقيف وقيل غير ذلك ولعل امتناع اطلاقه أن العشق محبة مع شهوة الثامنة التيم وهو بمعنى التعبد التاسعة التعبد العاشرة الخلة وهي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبة وقيل في ترتيبها غير ذلك وهذا الترتيب تقريب حسن لا يعرف حسنة الا بالتأمل في معانيه واعلم أن وصف الله تعالى بالمحبة والخلة هو كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته كسائر صفاته تعالى وانما يوصف الله تعالى من هذه الأنواع بالإرادة والود والمحبة والخلة حسبما ورد النص وقد اختلف في تحديد المحبة على أقوال نحو ثلاثين قولا ولا تحد المحبة بحد أوضح منها فالحدود لا تزيدها الا خفاء وهذه الأشياء الواضحة لا تحتاج إلى تحديد كالماء والهواء والتراب والجوع ونحو ذلك قوله وكل دعوى النبوة بعده ففي وهوى ش لما ثبت أنه خاتم النبيين علم أن من ادعى بعده النبوة فهو كاذب ولا يقال فلو جاء المدعي للنبوة بالمعجزات الخارقة والبراهين الصادقة كيف يقال بتكذيبه لأنا نقول هذا لا يتصور أن يوجد وهو من باب فرضه المحال لان الله تعالى لما أخبر أنه خاتم النبيين فمن المحال أن يأتي مدع يدعي النبوة ولا يظهر أمارة كذبه في دعواه والغي ضد الرشاد والهوى عبارة عن شهوة النفس أي أن تلك الدعوة بسبب هوى النفس لا عن دليل فتكون باطلة قوله وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء
(١٧٦)