شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٧٤
تعالى نهى أن يفخر على عموم المؤمنين فكيف على نبي كريم فلهذا قال لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متي فهذا نهي عام لكل أحد أن يتفضل ويفتخر على يونس وقوله من قال إني خير من يونس بن متى فقد كذب فإنه لو قدر أنه كان أفضل فهذا الكلام يصير نقصا فيكون كاذبا وهذا لا يقوله نبي كريم بل هو تقدير مطلق أي من قال هذا فهو كاذب وان كان لا يقوله نبي كما قال تعالى * (لئن أشركت ليحبطن عملك) * وان كان صلى الله عليه وسلم معصوما من الشرك لكن الوعد والوعيد لبيان مقادير الاعمال وانما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيد ولد آدم لأنا لا يمكننا أن نعلم ذلك الا بخبره إذ لا نبي بعده يخبرنا بعظيم قدره عند الله كما أخبرنا هو بفضائل الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم أجمعين ولهذا اتبعه بقوله ولا فخر كما جاء في رواية وهل يقول من يؤمن بالله واليوم والآخر إن مقام الذي أسري به إلى ربه وهو مقرب معظم مكرم كمقام الذي ألقي في بطن الحوت وهو مليم وأين المعظم المقرب من الممتحن المؤدب فهذا في غاية التقريب وهذا في غاية التأديب فانظر إلى هذا الاستدلال لأنه بهذا المعنى المحرف اللفظ لم يقله الرسول وهل يقاوم هذا الدليل على نفي علو الله تعالى عن خلقه الأدلة الصحيحة الصريحة القطعية على علو الله تعالى على خلقه التي تزيد على ألف دليل كما يأتي الإشارة إليها عند قول الشيخ رحمه الله محيط بكل شيء وفوقه إن شاء الله تعالى قوله وحبيب رب العالمين ش ثبت له صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المحبة وهي الخلة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله اتخذني خليلا كما
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»