بدر الدين بحث في الفرق بين السب وبين القول بالحق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحميد المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الحكيم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، - وبعد - فهذه كلمات في الفصل بين السب المكروه، وبين القول بالحق وإن كان مرا -.
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) وقال (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط وقال الله (وإذا قلتم فاعدلوا وإن كان ذا قربى) وقال الله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم).. دلت هذه الآيات على جواز بيان أعمال وأقوال بعض الناس من أجل دفع باطلهم أو التحذير منهم أو الشكاية منهم أو نحو هذا من الأغراض الصحيحة، يجوز بل قد يجب.
ودلت هذه الآيات على وجوب ذلك أو جوازه في الواحد من الصحابة - على معنى الصحابة عند الغلاة فيهم - لأن الصحابة داخلون في هذه الآيات دخولا أوليا، لأن القرآن نزل وكانوا هم المخاطبين بهذه الآيات قبل التابعين..
وكذلك قال الله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن ربعة منكم، فهل يقول الغلاة في الصحابة لا يجوز هذا فيهم؟