وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٨
وأما سهل بن زياد ففيه قولان والمشهور بين علمائنا أنه ضعيف حيث اختار تضعيفه النجاشي وابن الغضائري والشيخ الطوسي في الفهرست والعلامة الحلي في الخلاصة وابن داود في رجاله وغيرهم وقال السيد الخوئي قدس سره في معجم رجال الحديث: (وكيف كان فسهل بن زياد الآدمي ضعيف جزما، أو لم تثبت وثاقته) (1).
فهذا حال هاتين الروايتين من حيث السند، ولو أغضضنا النظر عن ضعف الروايتين سندا وأردنا مناقشتهما من حديث الدلالة، فنسأل الجزائري في أي كلمة أو مقطع أو عبارة من هاتين الروايتين يوجد ما يدل على قوله: (أن آل البيت وشيعتهم تبع لهم يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأولين) فهل يرشدنا هذا المفتري أو من يروج لباطله هذا على عبارة أو لفظ في الروايتين يدل على ذلك؟ ثم من أين علم أن قصد المؤلف " أي الشيخ الكليني " من وراء إيراده هاتين الروايتين هو ما ذكر؟ هل أشار الشيخ الكليني إلى ذلك في كتابه الكافي أو في غيره؟ أم هو افتراء وبهتان عظيم عليه من هذا الدجال الذي يريد أن يستر الحقائق بأكاذيبه وتدجيله وتدليسه؟ بلى إنه رجم بالغيب. حاشا أئمة أهل البيت عليهم السلام أن يدعوا الاستغناء عن القرآن الكريم وحاشا الشيخ الكليني أن يعتقد بذلك أو يريده من وراء إيراده لهاتين الروايتين، فالشيخ الكليني عليه الرحمة قد عقد بابا كاملا في كتابه الكافي سماه (كتاب فضل القرآن) ذكر فيه أكثر من مائة وعشرين حديثا موزعة على الأبواب

(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»