وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ١١
والعمل بما فيها؟! وهل الرغبة عن القرآن لا تعد مروقا من الإسلام وكفرا؟).
ولكن كما علمت أيها القارئ الكريم أن هذه النتيجة التي أرادها هذا الدجال الجزائري بناها على استنتاج خطأ من الروايتين المذكورتين أعلاه حيث حملهما من الدلالة ما لا يحتملانه، بل غير خفي علينا أن هذا الرجل كان يعلم أن هاتين الروايتين لا تدلان على شئ مما ذكره " ولذلك لم يذكر نص الروايتين في نصيحته " ولكنه فعل ذلك بغية النيل من أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ومذهبهم لينتصر إلى باطله الذي هو عليه بطمس الحقائق من خلال المغالطات والكذب والتدليس.
وأما حول قوله: (وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرفة والرسول صلى الله عليه وسلم يرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي يده ورقة من التوراة فينتهره قائلا: ألم آتكم بها بيضاء نقيه؟! إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرض لعمر مجرد النظر في تلك الورقة من التوراة فهل يعقل أن أحدا من آل البيت الطاهرين يجمع كل هذه الكتب القديمة ويقبل عليها يدرسها بألسنتها المختلفة ولماذا؟! أ لحاجة إليها أم لأمر ما يريده منها؟!).
أقول: ما هو دليل الجزائري على عدم جواز قراءة الكتب المنسوخة والمحرفة؟ إن العلماء يفتون بجواز اقتناء الإنجيل والتوراة حتى هذه المحرفة بل حتى كتب الضلال لنقضها والاحتجاج بها على من يعتقد بها والاحتجاج بالتوراة والإنجيل على اليهود والنصارى جائز لا إشكال فيه حيث روى البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن عمر: (أن اليهود جاءوا إلى النبي صلى الله عليه {وآله} وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا، فقال لهم: كيف تفعلون بمن زنى منكم؟
قالوا: نحممهما ونضربهما، فقال: لا تجدون في التوراة الرجم؟
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»