فقالوا: لا نجد فيها شيئا، فقال لهم عبد الله بن سلام: كذبتم، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين. فوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم، فقال: ما هذه؟ فلما رأوا ذلك قالوا: هي آية الرجم، فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد، فرأيت صاحبها يجنأ عليها يقيها الحجارة) (1).
فلعل اقتناء أهل البيت عليهم السلام لهذه الكتب كان لأجل هذه الغاية، فلا يستخرجون شيئا منها إلا وقت الحاجة إليه، كما صنع الإمام عليه السلام مع برية، وأما ما نقله عن نهي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعمر عندما رأى في يده ورقة من التوراة فعلى فرض صحة ذلك فلعل ذلك قبل استقرار الأحكام والقواعد الدينية يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري في شرح الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قوله : (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) يقول: (أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم، لأنه كان قد تقدم منه صلى الله عليه {وآله} وسلم الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم، ثم حصل التوسع في ذلك، وكأن النهي قد وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة، ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار) (2).
كما نجد في بعض الروايات الواردة من طرق أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بعض أصحابه بتعلم السريانية والعبرية حتى يقرأ له كتبهم ويكتب إليهم بلغتهم وهذا مما يدل على جواز قراءة تلك الكتب بلغاتها، ففي كتاب جامع الأصول جاء فيه:
(خ د ت) " وهو إشارة إلى أن الحديث رواه البخاري وأبو داود