وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ١٠
والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم يعرفونها ويقرؤونها على اختلاف ألسنتها وأن الإمام أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قد قرأ من الإنجيل على برية ما جعله يعتنق الدين الإسلامي فلعله والله العالم أنه قرأ عليه ما يثبت صحة نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونسخ شريعته لشريعة نبي الله عيسى عليه السلام الأمر الذي جعله يؤمن بالدين الإسلامي.
وغاية ما يدل عليه الحديث الثاني أن الإمام الصادق عليه السلام كان يدعو بدعاء للنبي إلياس عليه السلام باللغة السريانية ولم تتعرض هذه الرواية إلى ذكر أن هذا الدعاء مذكور في أحد الكتب السماوية وأن الإمام عليه السلام قرأه منه، فلربما وصل هذا الدعاء إليه من خلال آبائه عن طريق روايتهم ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالدعاء بمثل هذا الدعاء وغيره من الأدعية التي دعا بها الأنبياء السالفين لا يدل على الرغبة عن القرآن الكريم وما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إن الجزائري اختار هذين الحديثين الضعيفين رغم عدم دلالتهما على شئ مما استنتجه منهما كما وضحنا أعلاه وكما هو ظاهر نصهما فزعم أنهما يدلان على أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم قد استغنوا عن القرآن الكريم بالكتب القديمة المحرفة وذلك ليصل إلى هدف يريده وهو أن كل من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم فهو خارج عن حضيرة المسلمين مرتد عن الإسلام كافر والشيعة يعتقدون ذلك فهم كذلك. وهذا ما أشار إليه بقوله: (وهذه خطوة عظيمة في فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين إذ ما من شك في أن من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه فقد خرج من الإسلام وانسلخ من جماعة المسلمين أليس من الرغبة عن القرآن الذي يربط الأمة الإسلامية بعقائده وأحكامه وآدابه فيجعلها أمة واحدة؟
أليس من الرغبة عنه دراسة الكتب المحرفة المنسوخة والعناية بها
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»