وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٦
فدخل هشام وبرية والمرأة على أبي عبد الله فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى عليه السلام وبين برية فقال أبو عبد الله عليه السلام: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فقال برية: أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول لا أدري) (1).
الثاني: (علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال: أتينا باب أبي عبد الله عليه السلام ونحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكى فبكينا لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه، فقلت: أصلحك الله أتيناك نريد الإذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكائك فقال: نعم ذكرت الياس النبي وكان من عباد بني إسرائيل، فقلت كما يقول في سجوده ثم اندفع فيه بالسريانية فلا والله ما رأينا قسا ولا جاثليقا أفصح لهجة منه به، ثم فسره لنا بالعربية، فقال: كان يقول في سجوده: أتراك معذبي وقد أظمأت لك هواجري أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي، أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي، أتراك معذبي وقد سهرت لك ليلي قال: فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك، قال:
فقال: إن قلت: لا أعذبك ماذا؟ ألست عبدك وأنت ربي؟ قال:
فأوحى الله إليه أن أرفع رأسك فإني غير معذبك إني إذا وعدت وعدا وفيت به).

(١) الكافي ١ / ٢٧٣ طباعة بيروت نشر دار التعارف للمطبوعات ضبط وتحقيق وتعليق الشيخ محمد جعفر شمس الدين.
(٢) الكافي ١ / 284، الطبعة المذكورة أعلاه.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»