لأمير المؤمنين عليه السلام إضافة إلى أننا أثبتنا هناك أن هذه الروايات التي رواها أهل السنة متناقضة من حيث نص السؤال الموجه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ومن حيث أسماء وعدد المواد والأمور المذكورة في الصحيفة التي تقول الروايات أنه سلام الله أخرجها من قراب سيفه. وفوق كل ذلك لقد ذكرنا سابقا بعض الروايات ومن مصادر سنية تقول أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد خص عليا عليه السلام ببعض الأمور وعهد إليه الكثير من العهود مما لم يخص أو يعهد به إلى غيره، فهذه الروايات أيضا مناقضة لرواية (لم يخصنا).
وقال الجزائري: (الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو من أعظم الذنوب وأقبحها عند الله إذ قال عليه الصلاة والسلام إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم من كذب علي متعمدا فليلج النار).
أقول: لا ندري أين يكمن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الكافي فإن كان يقصد أن ما جاء في الحديث من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم عليا عليه السلام ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب فهذا الحديث مروي أيضا في كتبهم فقد أخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل (1) عن علي عليه السلام أنه قال:
(علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب كل باب يفتح ألف باب). وفيه عن ابن عباس قال: (إن عليا خطب الناس فقال:
يا أيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنكم؟ والله لتقتلن طلحة والزبير ولتفتحن البصرة، ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وستين أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين، قال ابن عباس: