وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٣٨
لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: عدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة بعد غداة، يقول: جاء علي ؟ مرارا. قالت فاطمة: كان بعثه في حاجة. قالت: فجاء بعد. قالت : فظننت أن إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، وكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يومه، فكان علي أقرب الناس به عهدا). وقال الحاكم عن هذا الحديث: (هذا حديث صحيح الإسناد ولك يخرجاه ووافقه الذهبي). والحديث أيضا مذكور في كتاب فضائل الصحابة (1).
وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (2) وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء (2) والكنجي الشافعي في كفاية الطالب (3) عن ابن عباس قال: (كنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلى علي سبعين عهدا لم يعهدها إلى غيره).
وقال الجزائري: (3 - تكذيب علي رضي الله عنه في قوله الثابت الصحيح: لم يخصنا رسول الله آل البيت بشئ، وكذب على علي كالكذب على غيره حرام لا يحل).
أقول: لقد بينت سابقا في - الحلقة الثالثة - أن هذا الحديث لم يرد من طريق الشيعة الإمامية ولم تثبت صحته لديهم فلا يصح الاحتجاج به عليهم وهو غير متواتر يفيد القطع بصدوره من أمير المؤمنين حتى يلزم القول بخلافه وبما يناقضه تكذيب

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ / ٦٨٦.
(٢) الطبقات الكبرى ٢ / 338.
(3) حلية الأولياء 1 / 68.
(4) كفاية الطالب ص 291.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»