قال الجزائري: (6 - صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون من المسلمين أو يعد من جماعتهم وهو يعيش على علوم ومعارف وهداية ليس للمسلمين منها شئ).
أقول: كيف يكون من يعتقد نتيجة للأخبار الصحيحة عنده أن أهل البيت عليهم السلام خصوا بمعارف وعلوم لم يخص بها غيرهم من بقية الناس كافرا خارجا من دائرة الإسلام وحضيرة المسلمين؟
لماذا لم يسق الجزائري أدلته على ذلك؟ لماذا يقول من دون دليل؟
لماذا لا يأتي لنا من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدليل يثبت لنا أن مثل هذا الاعتقاد يؤدي بالعبد إلى الكفر والخروج عن ملة الإسلام؟ وأنى له أن يأتي بذلك. لأن هذا الاعتقاد لو سلمنا جدلا ببطلانه فصاحبه لم يجحد ما علم ثبوته في الدين بالضرورة حتى يكفر ويخرج من ربقة الإسلام. وتعليل خروج من يعتقد بهذا الأمر عن دائرة الإسلام وجماعة المسلمين بأنه يعيش على علوم ومعارف وهداية ليس للمسلمين منها شئ تعليل باطل، فهذه العلوم والمعارف المخصوصة بأهل البيت عليهم السلام هي بيد أئمة المسلمين من أهل البيت عليهم السلام وهم عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللذين جعلهم عدل القرآن الكريم وأمر بالتمسك بهم وملازمتهم والتعلم منهم والاقتداء بهم فقد أثر عنه صلوات الله وسلامه عليه قوله: (إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (1).