وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ١٧
يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان:
زيادة في هدى أو نقصان من عمى.
واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله.
واعلموا أنه شافع مشفع، وقائل مصدق، وإنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فإنه ينادي مناد يوم القيامة: ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلوه على ربكم، واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه أهواءكم.... إلى أن قال عليه الصلاة والسلام.... وإن الله سبحانه لم يعط أحدا بمثل هذا القرآن فإنه حبل الله المتين، وسببه الأمين، وفيه ربيع القلب، وينابيع العلم، وما للقلب جلاء غيره، مع أنه قد ذهب المتذكرون، وبقي الناسون والمتناسون..... الخ) (1).
فيا أيها الجزائري هذه هي منزلة ومكانة كتاب الله عز وجل ودستوره عند أئمة الشيعة عليهم السلام، وعند شيعتهم الذي هم تبعا لأئمتهم يقدسون القرآن الكريم ويتعاهدونه بالتعلم والحفظ والقراءة، والدرس، يتلونه آناء الليل والنهار، ويسعون للعمل بتعاليمه وتشريعات الله وأحكامه الواردة فيه، فهل من يصدر منه هذا

(1) نهج البلاغة الرقم 174 من الخطب.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»