وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٦٠٦
وأنه الجامع لأصول الإسلام عقائده وشرائعه وأخلاقه، والخلاف بيننا وبينهم في هذا الصدد يتمثل في أمور شكلية وجانبية لا تمس النص القرآني بزيادة ولا نقص ولا تحريف ولا تبديل، ولا تثريب عليهم في اعتقادها " (1).
وقال: " أما ما ورد في بعض مؤلفاتهم من آراء تثير شكوكا في النص القرآني وتنسب إلى بعض أئمتهم، فإنهم لا يقرونها ويعتقدون بطلان ما تذهب إليه، وبطلان نسبتها إلى أئمتهم. ولا يصح كما قلنا فيما سبق أن نحاسبهم على آراء حكموا هم ببطلانها وبطلان نسبتها إلى أئمتهم ولا أن نعدها من مذهبهم، مهما كانت مكانة رواتها عندهم ومكانة الكتب التي وردت فيها...
وقد تصدى كثير من أئمة الشيعة الجعفرية أنفسهم لرد هذه الأخبار الكاذبة وبيان بطلانها وبطلان نسبتها إلى أئمتهم وأنها ليست من مذهبهم في شئ " (2).
هذه ثماني شهادات لعلماء من أهل السنة تدفع عن الإمامية تهمة القول بتحريف القرآن. أما كلمات أعلام الشيعة في نفي التحريف عن القرآن فلا يسعها مجلد، ونضع بين يدي القراء بعضها.
قال الشيخ الصدوق (ت / 381 ه‍) - الذي يعد شيخ المحدثين -: " اعتقادنا في القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب " (3).
قال الشيخ المفيد (ت / 413 ه‍) - أحد عظماء الإمامية -: " وأما النقصان وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة... وأما الزيادة فيه فمقطوع بفسادها " (4).

١ - بين الشيعة وأهل السنة: ص ٣٥.
٢ - بين الشيعة وأهل السنة: ص ٣٧ - ٣٨.
٣ - رسالة الاعتقادات.
٤ - أوائل المقالات: ص 55.
(٦٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 ... » »»