هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٨١
هذه العوامل فقط وهي اللغة والتاريخ والبيئة والمصالح المشتركة هذه هي التركيبة المزجية التي تكون وتحدد معالم الانتماء لأمة ما (1) وانطلاقا من ذلك لنرى أين مظان الشيعة من هذه العوامل ولنبدأ من ذلك بالعامل الأول.
مقومات الهوية العرقية 1 - البيئة الجغرافية:
إن مهد التشيع الأول هو الجزيرة العربية لأن شيعة علي (ع) الأوائل هم من الصحابة ومن جزيرة العرب كما ذكرنا ذلك من قبل، ومع افتراض وجود شخص أو شخصين مثل سلمان الفارسي وأبي رافع القبطي فإن نشأة هؤلاء وإقامتهم لفترة طويلة بالحجاز ومن الحجاز انتشر التشيع إلى الأقطار الأخرى كالعراق وسوريا ومصر والشام وإفريقيا والهند والخليج وأوروبا وأمريكا والصين وروسيا وغيرها من سائر أقطار العالم على امتداد السنين. وسنرى في آخر هذا الفصل أقوال الباحثين في ذلك ونصوصهم على أن مهد الشيعة الأول هو الجزيرة العربية.
2 - اللغة:
يعتبر العلماء أن اللغة هي العامل الأساسي في تحديد انتماء كل شخص إلى قومية من القوميات لأن اللغة قسم من المشاعر بل تذهب البحوث الحديثة إلى أنها الجزء المهموس من الفكر وذلك لتقسيمهم للفكر إلى قسمين صامت ومهموس (2). وبحكم كون الشيعة من أهل الحجاز فلغتهم كانت عربية وشيعة علي كما هو واضح من الشريحة التي قدمناها من فصحاء العرب وأبطال البيان.

(1) أنظر القومية العربية للدكتور حازم زكي نسيبة ص 101. وانظر نحو الوحدة العربية ليوسف هيكل فصل اللغة، وانظر آراء وأحاديث في الوطنية والقومية لساطع الحصري ص 20.
(2) مجلة عالم الفكر الكويتية مجلد 6 العدد الخاص باللغة.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»