والآن دعني أقدم لك نماذج من أقوال بعض الباحثين الذين تناولوا هذه المسألة فلم يسعهم من ناحية: إنكار عروبة التشيع، في الوقت الذي أرادوا فيه شتم الشيعة عن طريق شتم الفرس وشرح مثالبهم فلنستمع لما يقولون.
1 - الدكتور أحمد أمين:
يقول أحمد أمين في نص ذكرناه سابقا واستشهدنا بمقطع منه ونذكره هنا لارتباطه بالموضوع: والذي أرى كما يدلنا التاريخ أن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام ولكن بمعنى ساذج وهو أن عليا أولى من غيره من وجهتين كفايته الشخصية وقرابته للنبي (ص) ولكن هذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية وحيث أن أكبر عنصر دخل في الإسلام الفرس فلهم أكبر الأثر بالتشيع، ورأيه هنا واضح أن أوائل الشيعة ليسوا بفرس وإن ناقض نفسه بمكان آخر (1).
2 - الدكتور علي حسين الخربوطلي قال:
وهناك فريق من العرب تشبع لعلي بعد أن آلت الخلافة إلى أبي بكر ويرى جولد تسيهر أن الحركة الشيعية نشأت في أرض عربية بحتة فقد مال لاعتناق التشيع قبائل عربية تشبعت بالآراء الثيوقراطية وبشرعية حق علي بالخلافة فأقبلت على تعاليمه في لهفة وحماسة أهل العراق من الفرس، ورأوا أن الإمامة ليست من المصالح التي تفوض إلى نظر الأمة ويعين القائم بها تعيينا باختيار جماعة المسلمين وانتخابهم بل هي ركن الدين وقاعدة الإسلام فيجب تعيين الإمام ويكون معصوما وأن عليا هو الذي عينه الرسول (2).
3 - المستشرق فلهوزن قال:
أما أن آراء الشيعة تلائم الإيرانيين فهذا مما لا شك فيه، وأما كون هذه