كما يذهب إلى عدم عروبة الخليفة الخوارج بجملتهم ونصوصهم صريحة بذلك (1) وإلى عدم اشتراط عروبة الخليفة يذهب الأحناف أيضا ولذا صححوا خلافة آل عثمان (2) إن اشتراط عروبة الخليفة في واقع الأمر لا يمكن أن يصدر عن بواعث عنصرية أو عن تعصب فإن ذلك غير متصور في رسالة سماوية هي خاتمة الرسالات الإنسانية ضرورة أن الإسلام دين المساواة ولكن بهذا الشرط يضمن الإسلام توفر حاكم يعي دقائق الشريعة والخلفيات الحضارية التي ترتبط بها اللغة التي نزلت بها. لهذا فقط يشترط الإسلام عروبة الخليفة من دون انتقاص للآخرين أو بخس لمكانتهم أو قدح بإخلاصهم.
4 - التاريخ والمصالح المشتركة:
إن تاريخ الشيعة الذين عددنا أسماءهم جزء من تاريخ الجزيرة العربية بكل أبعاد هذا التاريخ ومقوماته. وكذلك المصالح المشتركة المادي منها والمعنوي وكذلك النهج الشعبي في التفكير والعادات والسلوك. ولذلك لما جاء الإسلام أخذ يجاهد لتخليص المسلمين من بعض عاداتهم وأنماط سلوكهم التي كانت تؤلف قدرا مشتركا بين سكان الجزيرة العربية وبالنظر لكون هذا المعنى مما لا ينبغي الإطالة فيه لأنه بحكم البديهيات نكتفي بما ذكرناه ومن هذه الحقائق التي قدمناها تتضح الهوية العرقية للتشيع فهو عربي بانتمائه ومهده ولغته وآرائه ولأجل هذا ذكر الباحثون الموضوعيون أن التشيع عربي بكل خواصه وأقصد بالباحثين هنا المتأخرين منهم وذلك لأن هذه المسألة لم تكن تشغل بال خصوم الشيعة في العصور الأولى وإنما نشأت مؤخرا لأسباب كثيرة أهمها تحول الفرس إلى شيعة ابتداءا من القرن العاشر أما التاريخ الذي يسبق القرن العاشر فالشيعة من الفرس كانوا فيه فئة قليلة وسوف يأتينا هذا المعنى مفصلا. وحينما تحول الفرس إلى شيعة ظهرت لهم مثالب وعيوب لم تكن موجودة يوم أن كانوا من السنة ولا أريد أن أتعجل بك النتائج فهي آتية إن شاء الله.