هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٨٠
الفصل الثالث هوية التشيع العرقية وآراء الباحثين فيها في صدر هذا العنوان لا بد من سؤال عن معنى مضمون العروبة الذي يميزها عما عداها وأول ما يتبادر للذهن أن العربي هو الذي يولد من أبوين عربيين وبعبارة أخرى هو المتحدر من دم عربي، وهذا الفرض غير متحقق لأننا لا يمكننا الحصول على دم خالص مائة بالمائة من الشوائب والاختلاط ولأن الدماء إنسانية الانتماء كلها تعود لمصدر واحد وهي مختلطة اختلاطا يصعب معه فرزها عن غيرها، ثم بعد ذلك لأنه ليس من المتصور أن الدماء تتأثر بالعقيدة والفكر والمشاعر، فأي معنى للعروبة مع هذه الفرض، وانطلاقا من هذا فإن كل رأي يقو على فرض وجود دم عربي خالص هو فرض غير علمي ولا يمكن الركون إليه.
ومع التنزل والتسليم بصحة هذه المقولة وهذا الفرض فقد ذكرنا فيما مر أن الشيعة الذين بدأ بهم التشيع وقام على أيديهم هم من القبائل العربية وذكرنا الطبقة الأولى منهم ولا نريد أن نثقل على القارئ فنذكر له الطبقتين الثانية والثالثة فبوسع كل قارئ الرجوع إلى كتب التراجم ليرى أنهم في جمهورهم من العرب.
وإذا كان افتراض أن هناك دما خالصا غير متأثر بغيره يعتبر أمرا خياليا نعود إلى السؤال عن معنى العروبة، وسنجد الجواب إن العروبة هي المزيج المتكون من الفكر والمشاعر واللغة والتربة، وانتزاع العروبة من هذه المصادر هو المسلك الصحيح فهي التي تحدد الهوية ومعظم من كتب في تحديد هوية الإنسان أكدوا على
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»