هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٥٩
أنبياء فإن يكن من أمتي فيهم أحد فعمر، كما أخرج مسلم في صحيحه في باب فضائل عمر عن عائشة عن النبي (ص) قد كان في الإسلام قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر بن الخطاب منهم (1).
ولم يقف الأمر عند الخلفاء ولكنه وصل إلى عمران بن الحصين، فعن مطرف قال: قال لي عمران بن الحصين: أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به: إن رسول الله (ص) جمع بين حجة وعمرة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه، وإني كنت أحدث حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد وقد روى ذلك كل من الدارمي ومسلم في صحيحيهما (2).
ولست أدري ما هي صلة الكي بهروب المحدث والعلم عند الحصين رحمه الله.
بل إن عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي كان الخضر يمشي معه ويحدثه كما روى ذلك ابن حجر في التهذيب (3).
وبعد كل هذا الذي أوردناه فهل يشكل هذا مبررا لأن يكون أهل البيت ممن يفاض عليهم العلم أم لا؟ أغلب الظن أن الإشكال سيبقى قائما وسيبقى الشيعة غلاة أو مخرفين لأنهم يقولون إن الأئمة يعلمون الغيب بأمر الله.
الأمر الرابع:
الذي استنكره الأستاذ فرغل أن تأتي منزلة أئمة أهل البيت بعد منزلة النبي (ص) مباشرة عند الشيعة، والمقصود الأئمة الإثنا عشر فقط لا غيرهم، والحقيقة أن الشيعة ليسوا هم الذين وضعوا الأئمة بهذا الموضع بل السماء هي التي وضعتهم والشيعة تعبدوا بأمر السماء يقول الله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله

(1) صحيح البخاري وصحيح مسلم باب فضائل عمر.
(2) الغدير للأميني ج‍ 6 ص 186.
(3) التهذيب لابن حجر ج‍ 7 ص 477.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»