هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٥٣
الفصل الرابع مناقشة كتاب نشأة الآراء والمذاهب يقول مؤلف الكتاب المذكور يحيى هاشم فرغل مستعرضا فكرة عصمة الأئمة: إن عصمة الأئمة ظهرت عند غلاة الشيعة، ذكر أن زيد بن علي كان يستنكرها ثم استنتج أن السنة إنما بحثوا عصمة الأنبياء لأن الشيعة بحثوا عصمة الأئمة، وذكر أدلة الإمامية على العصمة ومنها حديث الثقلين وقد رواه هكذا:
إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، ثم ذكر صورا أخرى للحديث ثم قال: إن هذا الحديث جعل العترة أهل البيت بمنزلة القرآن وعدلا له، كما جعل لهم جميع ما كان للنبي من المناصب إلا النبوة ليكون كأنه موجود بنفسه ليقوم على رعاية الشريعة، وقد نزل الحديث العترة منزلة القرآن فلا بد من أن يكون عندهم كل ما فيه من العلوم، فمن ثم يكون الإمام عالما بجميع تفاصيل القرآن والسنة لتؤخذ عنه علومهما كاملة. ثم أورد روايات للشيعة حول علم الإمام ومنها ما ورد عن الإمام علي (ع): ما أنزلت آية من القرآن على رسول الله (ص) إلا وأقرأنيها وتلاها علي فكتبتها بيدي وعلمني تفسيرها وتأويلها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ودعا الله تعالى أن يعطيني فهمها وحفظها ووضع يده على صدري ودعا الله أن يملأ قلبي علما وفهما وحكمة، ثم أورد روايات هي في الواقع تجسيد لمنطوق هذا الحديث وهذه الرواية: كوجود كتاب الجفر والجامعة ومصحف فاطمة
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»