هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٥٤
عند أهل البيت وشرح آراء الشيعة في معنى وجود هذه الكتب عند أهل البيت وذكر أن الشيعة قالوا إنها بإملاء النبي وخط علي وأنه ليس فيها من القرآن شئ وإنما هي شروح وأخبار بالملاحم، ثم ذكر الروايات التي تدل على أن أهل البيت محدثون وأنهم يعضدون هذه الروايات بروايات سنية ومنها قول النبي (ص) الذي اتفق عليه أهل السنة " إن فيكم محدثين " وقول بعض الصحابة: كنت أحدث حتى اكتويت، ثم انتقل بعد ذلك إلى الروايات التي تدل على وحدة السنخية بين النبي والأئمة كقول النبي (ص): إن الله خلقني وخلق عليا والحسن والحسين من نور واحد، وقال في نهاية هذا الفصل: وإذا فنحن في النهاية نصل إلى عقيدة فلسفية أو ميتافيزيقية في الإمام تجعل من الأئمة ومن الرسول جوهرا نورانيا واحدا سابقا على الوجود الأرضي وهنا نصل إلى نقطة هامة نسأل فيها عن ماهية درجة الإمامة وهل هي بدرجة النبوة أم لا، واستطرادا من هنا أقول: إن المرء أمام هذه الآراء لا يستغرب أن تنشأ في تربتها آراء الغلاة ودعاوى التنبؤ ويجد في هذه إظهارا طبيعيا لمكونات تلك انتهى كلام فرغل بتلخيص وتصرف في لفظ العبارة (1) مع حفظ المضمون بمنتهى الضبط.
اتضح من هذا الفصل الذي لخصناه أن فرغل يستنكر عدة أمور ويعتبرها نوعا من الغلو وهي العصمة، ثم وحدة الأصل والسنخية بين النبي (ص) وأهله (ع) ثم استنكر ما ينسب لأهل البيت من علوم واستنكر رابعا أن تكون منزلة الأئمة بعد النبي (ص) وخامسا نسب الشيعة للغلو.
تعقيب وأنا أوجه للأستاذ فرغل سؤالا هو: لو أن هذه الأمور التي استنكرها عند الشيعة وجدت عند السنة فهل ينتقد السنة أم لا، وستعجب من هذا السؤال وتقول كيف لا ينتقدهم والموضوع واحد ولا فرق بين أن يقول به السنة أو الشيعة

(1) نشأة الآراء والمذاهب والفرق الكلامية ج‍ 1 ص 1279 حتى 142.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»