هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٥١
بأي منهم ومتابعته في الظلم لو حصلت حال كونه مرتكبا للذنب وهو الحاصل من كونه غير معصوم فمعناه الأمر من الله تعالى باتباع العاصي والظالم ولو لنفسه وإذا لم يتابع ويعمل بما أراده النبي فإن معناه ترك أمر القرآن لأنه قال: * (ما أتاكم الرسول فخذوه) * (1) والصحابي هنا ينقل أمر الرسول، فإن قلت إن الله تعالى أمرنا بأن نأخذ الحديث من العادل الثقة لقوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة) * الآية 6 / الحجرات، التي دلت بمفهومها على حجية خبر العادل، ونحن لا نأخذ الأمر إلا من العادل منهم، قلت: إن ذلك يدل بالمفهوم على أن فيهم غير العادل حينئذ وهو المطلوب.
وعلى العموم إن لازم الحديث المذكور عصمة الصحابة، وما سمعنا من ينكر على هؤلاء فلماذا إذا قال الشيعة بعصمة أئمتهم ينتقدون؟
التفتازاني والعصمة يقول التفتازاني وهو من أجلاء علماء السنة في كتابه شرح المقاصد: احتج أصحابنا على عدم وجوب العصمة: بالإجماع على إمامة أبي بكر وعمر وعثمان (رض) مع الإجماع على أنهم لم تجب عصمتهم، وإن كانوا معصومين بمعنى أنهم منذ آمنوا كان لهم ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها (2) وفي هذا النص أمور:
1 - إن التفتازاني هنا يصرح بعصمة الخلفاء الثلاثة.
2 - يقول: إن عصمتهم غير واجبة بمعنى أنهم لا يقسرون عليها وإلا فلا يتصور تعلق الأحكام بالأمور التكوينية وإنما مجال الأحكام السلوك الاختياري والاستعداد لقبول العصمة أمر مخلوق فيهم.
3 - مفاد كلامه أن العصمة ملكة تمنع صاحبها من مقارفة الذنب لا على

(1) الآية 7 من سورة الحشر.
(2) شرح المقاصد بتوسط الغدير للأميني ج‍ 9 ص 375.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»