هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٤٩
ضلالة (1). ومع غض النظر عن صحة وعدم صحة هذا الحديث، نسأل هل مثل هذا الإجماع ممكن بحيث يضم كل مسلم في شرق الأرض وغربها، قد يكون الجواب إن المسلمين يمثلون في هذا الإجماع بأهل الحل والعقد، وهنا نسأل: من هم وما عددهم؟ وهل هم محصورون في مكان معين؟ وما الدليل على ذلك؟ ثم نسأل: هل المجموع إلا ضم فرد إلى فرد فإذا جاز الخطأ على الأفراد جاز على المجموع المكون من الأفراد، إن الإمام ابن تيمية يجيب على ذلك بأنه لا يلزم أن يخطأ المجموع إذا أخطأ الأفراد لأن للجمع خاصية لا توجد في الأفراد، ومثلها مثل اللقمة الواحدة لا تشبع بينما مجموع اللقم يشبع، والعصا الواحدة تكسر في حين مجموع العصي لا يكسر، إلى أن يقول قال رسول الله (ص): الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد (2) وما أدري ما هو وجه الشبه بين كون اللقم تشبع بعكس اللقمة الواحدة، وبين كون المجموع يعصم والأفراد لا تعصم، وذلك لأن اللقمة تحمل قابلية الإشباع بنسبة معينة فإذا ضمت إلى مثلها اجتمعت هذه الأفراد من قابلية الإشباع فكونت إشباعا كاملا، وكذلك العصا تحمل نسبة من القوة فإذا ضمت لمثها كونت قوة كافية، وأين هذا من الفرد المخطئ فإنه لا يكون نسبة من الصحة إذا ضمت لغيرها كونت مجموعا صحيحا، بل بالعكس فالفرد يمثل هنا نسبة من الخطأ إذا ضمت لمثلها تضاعف الخطأ وكون خطأ كبيرا، إن هذا القياس مع الفارق، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ابن تيمية لم ينف فكرة العصمة وإنما نفى أن تكون لواحد ليس إلا فكأن العقدة أن تكون لواحد أما لو نسبت لجماعة فلا إشكال ومن ناحية ثالثة إنه إنما اشترط العصمة للأمة من أجل الثقة وضمان سلامة الأحكام وهو عين الهدف الذي تذهب إليه الشيعة وأنا أنقل لك رأيه مفصلا:

(١) المستصفى مبحث أركان الإجماع.
(2) نظرية الإمامة 117.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»