3 - الدليل الثالث:
الإمام حجة الله في تبليغ الشرع للعباد وهو لا يقرب العباد من الطاعة ويبعدهم عن المعصية من حيث كونه إنسانا، ولا من حيث سلطته فإن بعض الرؤساء الذين ادعو الإمامة كانوا فجرة لا يصح الاقتداء بهم فإذا أمروا بطاعة الله كانوا مصداق قوله تعالى: * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) * 44 / البقرة. وفي مثل هذه الحالات لا يثق المكلف بقولهم وله عذره، فثبت أن تقريب الناس من طاعة الله لا من حيث كون الإمام إماما، وإنما من حيث كونه معصوما حيث لا يكون للناس عذر عصيانه تصديقا لقوله تعالى: * (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) * الآية / 165 من سورة النساء، والأئمة حجج الله كالرسل سواء بسواء لأن الإمام منصوب من قبل الله تعالى لهداية البشر (1).
هذه ثلاثة أدلة من كثير من الأدلة العقلية التي اعتمدوها في التدليل على العصمة.
الأدلة النقلية على عصمة الإمام أ - قال الله تعالى في سورة البقرة: الآية / 124 لنبيه إبراهيم: * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * دلت هذه الآية على العصمة لأن المذنب ظالم ولم لنفسه لقوله تعالى: * (فمنهم ظالم لنفسه) * 32 / فاطر.
ب - قال الله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * الآية / 49 من سورة النساء، والدليل فيها: أن أولي الأمر الواجب طاعتهم يجب أن تكون أوامرهم موافقة لأحكام الله تعالى لتجب لهم هذه الطاعة ولا يتسنى هذا إلا بعصمتهم إذ لو وقع الخطأ منهم لوجب الإنكار عليهم وذلك ينافي أمر الله بالطاعة لهم (2).