هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٠٨
والقلم والحكم والأموال بيد خصوم الشيعة، وانتهى الأمر إلى أن تتفجر العبقريات بألوان الاختلاق، وأصبح كل حامل سلاح لا يعرف مدى مضائه يجربه بجسم الشيعة، وكل من لا يعرف نفسه يتحسس بطولتها بالسباب والتهجم على الشيعة، وبالاختصار أصبح الشيعة مختبرا لممارسة البطولات من كل حامل سلاح حتى ولو كان سيفه مثلوما ويده ترتعش.
2 - السبب الثاني في رمي التشيع بالفارسية:
هو ما ألمحت إليه سابقا من أن الفارسية ما كانت سبة يوم كان الفرس سنة وإنما عادت سبة يوم تشيع قسم من الفرس ودليل ذلك أنك ترى الطبقة الأولى والثانية من الذين تهجموا على الشيعة وكالوا لهم التهم لم يضعوا في قائمتهم تهمة الفارسية وبوسعك الرجوع إلى ما كتبه ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد بالفصل الخاص بالشيعة وارتجل لهم المثالب والمطاعن فيه فإنك لا تجد هذه التهمة ضمن التهم (1). وكذلك لو راجعت ما كتبه الشهرستاني في ملله ونحله وما ذكره عن الشيعة فسوف لا تجد تهمة الفارسية من التهم التي ساقها (2).
وأما شيخ أهل السباب وصاحب اللسان الذي ما عرف الورع فإنه برغم ما صال به وجال وبرغم ما أملاه عليه الهوى فإنه لم يذكر للشيعة هذه التهمة (3).
نعم ذكر ابن حزم أن هناك أفرادا من الفرس شيعة في بعض استطراداته حتى جاء المقريزي في القرن التاسع فرام أن يصور أن التشيع فارسي فالمسألة جاءت متأخرة (4) وهكذا المتأخرون عن هذه الطبقة لم ترد في قوائمهم هذه التهمة وإنما جاءت من بعد القرن التاسع وبدء القرن العاشر، والغريب أن يكون بعض فرسان هذه الحملة من الفرس أنفسهم أرادوا أن يظهروا أنفسهم بأنهم أحرص

(1) العقد الفريد ج‍ 2 ص 404 فصاعدا.
(2) الملل والنحل هامش الفصل ج‍ 1 ص 195.
(3) الفصل في الملل والنحل ج‍ 4 ص 179.
(4) دراسات في الفرق والعقائد ص 25.
(١٠٨)
مفاتيح البحث: السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»