هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٠٣
من آراء لأهل السنة سنمر إن شاء الله على بعضها وهي قد تستوجب ضجة ولكن كتاب الشيعة يعالجونها من زاوية علمية بدون تهريج ويحترمون فهم كل كاتب ما دام له منشأ انتزاع من نص من القرآن أو السنة، وأعود بعد ذلك للشهرستاني فهو عندما يعدد الأئمة يقول: إن الشيعة ساقوا الإمامة بعد موسى بن جعفر فقالوا والإمام بعده علي بن موسى الرضا ومشهده بطوس ثم بعده محمد التقي وهو بمقابر قريش ثم بعده علي بن محمد النقي وهو مشهده بقم، وبعده الحسن العسكري الزكي وبعده ابنه محمد القائم المنتظر، هذا هو طريق الاثني عشرية (1) وكل الباحثين يعلمون أن الشيعة لا يقولون إن ابن محمد النقي مدفون بقم لأنه مدفون بسامراء ويزوره الآن الناس والمدفونة بقم شقيقة الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
2 - ابن حزم الأندلسي:
هذا النموذج الثاني الذي أقدمه وهو من الذين سلطوا لسانهم على المسلمين إنه علي بن أحمد بن حزم الأندلسي الفارسي وهو من موالي يزيد بن معاوية وحسبه بذلك شرفا وأول من دخل الأندلس من أجداده جده خلف.
وكان ابن حزم في أول أمره شافعيا ثم انتقل إلى الظاهرية، وله كتب كثيرة منها الفصل في الملل والنحل والمحلى وغيرهما، ولهذا الرجل قدرة عجيبة على الافتعال والاختلاق وله جرأة في التهجم على الناس تكشف عن عدم ورع وعدم التزام بالصدق وسأذكر قبل ذكر أقواله آراء قومه فيه وتقييمهم له:
فقد قال فيه أبو العباس بن العريف: إن لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان. وقال مؤرخ الأندلس أبو مروان بن حيان فيما كتبه عنه في فصل طويل منه قوله: ومما يزيد في بغض الناس له حبه لبني أمية ماضيهم وباقيهم واعتقاده بصحة إمامتهم حتى نسب إلى النصب.
وقال ابن العماد الحنبلي كان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء والمتقدمين لا

(1) الملل والنحل فصل الشيعة.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»