هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٠٧
الفصل السادس أسباب رمي التشيع بالفارسية 1 - للإجابة على هذا السؤال نقول:
إنه لا خصوصية لهذه التهمة بالفارسية، وإنما هي صورة من صور رمي التشيع بكل ما هو مكروه، ولما كانت العلاقات بين الفرس والعرب قد ساءت بعد أن امتد نفوذ الفرس في دولة الإسلام كما أشرنا إليه سابقا شاء أعداء الشيعة أن يرموهم بالفارسية ليضيفوا إلى قوائم التهريج قائمة أخرى هذا من جانب ومن جانب آخر لما كان الشيعة منذ فترة تكوينهم من المعارضين للحكم لأنهم يرون أن الخلافة بالنص وليست بالشورى وأنها لعلي (ع) وولده وإنما تنازل عنها وسكت حرصا على مصلحة المسلمين وتضحية بالمهم في سبيل الأهم وقد حفظ بذلك بيضة الإسلام، وأن عقيدتهم هذه جرت عليهم الملاحقة خصوصا أيام معاوية وما تلاها إلى العصور المتأخرة، وللإمعان بالتنكيل بهم وإبعادهم عن الساحة حشدت لهم السلطات كل ما تملك من وسائل التحطيم المادي منها والمعنوي فاعتبرتهم خوارج عن جسم الأمة، ونسبت إليهم من الآراء ما هو بعيد عن روح الإسلام وصورتهم بأنهم دعاة فوضى ولاحقتهم بكل صنوف الملاحقة وكان من ذلك أنها استغلت الشعور الملتهب ضد الفرس منذ أيام الاحتكاك بين العرب والفرس فرمتهم بأنهم ورثة الفرس وحملة عقائدهم فأضافتها إلى قائمة التهم التي أصبحت لا تعد ولا تحصى وأخذ كل خلف يضيف إلى القائمة التي وضعها السلف بدون تحرج ولا رادع من مسؤولية أو ضمير وأين المسؤولية والسيف
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»