تجعل على المغلوب مائة من الإبل وعشرة من الأعبد، ومثلها من الإماء، يضاف إلى كل ذلك استعباد سنة وكل ذلك ينضاف إلى جز الناصية.
* * * واستشرفت العيون ميدانا وعرا يتدفق فيه جوادان يطويانه طيا ويثيران حصاه الآمنة وجنادله المستقرة ويعقدان خلفهما جوا من النقع وسماء من الغبار. وكانت القلوب سريعة الخفق عاليته والأحداق واسعة النظر حادته، والنفوس بينة القلق قويته، تستحث الجري وتماشيه بالمناكب والأعناق والأكف إلا عبد المطلب فإنه كان هادئا مطمئنا راضيا، وإن ثغره الجميل الوضاح ليفتر عن ابتسامة غراء تشير إلى سبق جواده السابح المنساح.
ولم تلبث حال القوم هذه طويلا فما هي إلا لحظات يخفق فيها الطرف ثم يعود وإذا بجواد عبد المطلب ينهب المضمار نهبا ويختصر المسافة اختصارا ويقر في الغاية