وإنما كانت تقصد مع ذلك إلى التحقير والإهانة وإلى إماتة معنوية أمية إماتة لا ينشر بعدها ولا تقوم له معها قائمة.
ولعل الأولى أن نسمي هذا الرهان مباهلة أو إرهاصا - كما يقول المتكلمون - وإلا يكن من هذا القبيل فمن يضمن لعبد المطلب أن يسبق فرسه؟
إنها مباهلة حقا وليست رهانا فإن لعبد المطلب من حجاه ما يمنعه من المغامرة بكرامته لقاء سباق كهذا، وعن المخاطرة بمجد كمجده في شوط بين فرسين متماثلين أو قريبين من التماثل.
إن عبد المطلب لا ينيط مصير كرامته بفرسين تعرض لهما الكبوات لو لم يكن الأمر مباهلة يثق منها بنجاح مضمون.
ولا نستبعد على عبد المطلب هذه الروحية العظيمة فقد كان من صفاء النفس وقدس الذات بمكان..
كان هذا الرهان، أو كانت هذه المباهلة - كما أراها -