الناس في تلك السنة المجدبة احتذى مثاله في التعرض للغفاة الجائعين ولكنه لم يطق الاستمرار فارتد وشيكا إلى سجيته منكمشة قواه الخائرة على عجز ظاهر في نفسه قبل كفه، وأخذه النقد يومئذ أنه إن لم تكن به قدرة فلماذا يقحم نفسه هذا الإقحام تحت عب ء ثقيل؟ ثم إذا لم يقبل على هذه الأريحية بطبع كريم يلزمها حتى يعذر في الكف عنها فلماذا يتطبع غير طبعه ولماذا يتكلف غير وضعه؟
لحاه اللاحون بهذا وما إليه وكان من خيبته وإخفاقه في حال تدنيه من الغضب السريع والثورة في غير سبب ومن أجل هذا ملكته ثورة من الحدة لا موضع فيها للتدبر، وزين له شيطانه أن يحمل تبعات إخفاقه هاشما فذكر هاشما بسوء ثم تمادى فذهب ينافره كأن هاشما تعمد إبطال مجده أو تولى إحباط سعيه إلى ذلك المجد الموهوم.
ولكن هاشما أبى أن يسف إلى منازلته فأعرض عنه