هاشم وعبد شمس - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٢٢
على أني أشك في صدق هذه المنافرة - وإن رويتها بعد هذا الفصل - وأرتاب جد الارتياب في خبر جرأته، وأحسب أن للدعاية في سلطان الأمويين شأنا في عمل هذه الأحاديث لتلحقهم ببني عبد مناف وتثبت لهم النسبة إلى قريش، فهم مطمئنون إلى انغلابهم وإلى فشلهم في حديث المنافرة ما دام سياقها يثبت بنوة أمية لعبد شمس، وصنع الانغلاب والرضى بالعبودية طريقان وعران لم يختاروا سلوكهما لولا أنهم محتاجون إلى إثبات هذه النسبة التي تقربهم من هاشم:
ويكاد يثبت عندي أن هذه الأقاصيص والأخبار مصنوعة أو محرفة فإنه لا يجوز في رأيي على الأقل أن يتواضع هاشم وعبد المطلب إلى منافرة أمية وكل تقدير من تقادير حياتهما وتقادير حياته لا يبيح ذلك ولا يرضاه، وأكاد لا أشك أن أمية نفسه لم يحدث نفسه أن يطمح إلى هذا الخيال من معارضة هاشم أو مجاراة عبد المطلب في مآتيهما أو مساواتهما في مراقيهما، بل
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 129 ... » »»