هاشم وعبد شمس - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٢٤
تبنوا بها الربائب والعبدان على نحو التنزيل، أو لعلهم نظروا إليه قرشيا على نحو المجاز بعلاقة الولاء ولكل تقدير من هذه التقادير وجهه المعتبر في عرفهم.
وما يدرينا فلعلهم لم ينظروا إليه إلا عبدا كما نظروا بعدئذ إلى ابنه أبي عمرو - كما كناه أمية حين أراد أن يتبناه - فكان عند أمية وبنيه أبا عمرو وعند قريش كلها (ذكوان) العبد - كما يقول النسابة دغفل (1) -.

(1) يروي ابن أبي الحديد في شرح النهج (3: 466) عن الأغاني: إن معاوية قال لدغفل النسابة: أرأيت عبد المطلب؟
قال: نعم. قال: كيف رأيته؟ قال: رأيته رجلا نبيلا جميلا وضيئا كان على وجهه نور النبوة؟ قال معاوية: أفرأيت أمية؟
قال: نعم، قال: كيف رأيته؟ قال: رأيته رجلا ضئيلا منحنيا أعمى يقوده عبده ذكوان، فقال معاوية: ذلك ابنه أبو عمرو، قال دغفل: أنتم تقولون ذلك أما قريش فلم تكن تعرف إلا أنه عبده.
وبعد أن استفدنا من هذا الحديث أن أمية وبنيه كانوا يحاولون إقرار العبد ذكوان ابنا لأمية على عيون قريش وأن هذه المحاولة ممكنة في أمية نفسه أيضا بعد هذا نستطرد فنستفيد صورة أمية وشكله من شهوده ومعاصريه فلعل معرفة ذلك تجدي علينا في معرفة نفسه وروحه: يروي ابن أبي الحديد بالإضافة إلى هذا في (3: 467) من شرح النهج:
إن عثمان بن عفان تمنى رجلا يحدثه عن الملوك وعما مضى فذكر له رجل بحضرموت، فأحضره وكان له معه حديث طويل كان منه أن سأله: أرأيت عبد المطلب؟ فقال: نعم رأيت رجلا قعدا أبيض طويلا مقرون الحاجبين بين عينيه غرة يقال إن فيها بركة، وأن فيه بركة، قال: أفرأيت أمية؟ قال: نعم رأيت رجلا آدم دميما قصيرا أعمى يقال إنه نكد - وإن فيه نكدا - فقال عثمان: يكفيك من شر سماعه، وأمر بإخراج الرجل.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 129 130 131 ... » »»