وانتحالا فلماذا لم يسقطوها من صحاحهم وهم الذين يميزون بين صحيح الحديث وسقيمه وصدقه وكذبه وهل يصح لك أن تقول فيهم أن الجهل قد بلغ بهم مبلغا لم يعرفوا به صدق الحديث من كذبه وقد عرفت ذلك أنت الجاهل بكل شئ إلا من سباب الشيعة وشتمهم فأسقطتها من حسابك لأنها لا تتفق مع فكرتك الخارجية المبينة على سب علي وبنيه من آل النبي (صلى الله عليه وآله) ولا ترتاح إلا إذا نلت منهم وطعنت فيهم كما كان سلفك (الصالح) يستبيح منهم ما حرم الله ولو فرضنا جدلا على سبيل فرض المحال ليس بمحال أن تلك الأحاديث كلها كذب وانتحال لا أصل لها فهل يا ترى أن ما تلوناه على سمعك من الآيات إن لم يكن في أذن سامعها وقر كذب وانتحال لا أصل لها فإن قلت أنها كذب لا أصل لها كفرت وكفانا كفرك مؤنة الرد عليك وإن قلت أنها حق وصدق صح للشيعة ما يقولون وبطل ما تقول (وخسر هنالك المبطلون).
ثم إن الذي يبدو لنا من خلال نشراتك المحمومة المسمومة أنك لا تقبل من الشيعة احتجاجهم بآيات الكتاب والسنة النبوية القطعية المدونة في صحاح أهل السنة على صحة مذهب الشيعة ولا ترضى منهم ولا تكف عن شتمهم ولو جاؤوك بألف دليل مع أن ذلك كله روايات أئمتك وعلماء مذهبك اللهم إلا أن تخرج عن مذهبهم وتدين بغير دينهم وحينئذ نقول فيك ما قيل في حنون اليهود.
ما زاد حنون في الإسلام خردلة * ولا اليهود لهم شغل بحنون وعليك إذن أن تخبرنا عن أصول مذهبك وقواعد دينك لكي نرجع إليها في إقناعك بصحة ما نقول وإلا استمحناك عذرا في أن نقول فيك ما قاله الله تعالى في أسلافك الأولين في سورة النساء آية 143 (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا).
وأما إذا أردت أن تضرب على طنبور عبد الله بن سبأ وتكرر نغماته كما ضرب عليه آخرون قبلك وكرروا نغماته المزعجة فقالوا وقلت أنه هو الذي