المزيد من التحقيق فراجع كتابنا (الإمام المنتظر (عليه السلام) فإن فيه زيادة لمستزيد.
وظني ورب ظن يقين أنك تقول لا أقبل قول هؤلاء الحفاظ من أئمة أهل السنة ولو نقلوا ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على سبيل القطع واليقين ما داموا موافقين للشيعة في قولهم بالإمام المنتظر (عليه السلام) كما أني لست مغال إذا قلت لك لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث حيا في هذه الدنيا وشافهك بقولهم هذا لطعنت فيه (صلى الله عليه وآله) وفيهم ولرفضت قوله (صلى الله عليه وآله) ما دام موافقا لقول الشيعة ومصادما لهواك وشيطانك (ومن يضلل الله فما له من هاد).
فالشيعة يا هذا يستدلون بهذه الأحاديث ونحوها مما لا يسمع صدر هذه الرسالة عدها على وجود الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذي أنكرته بجحودك لهذه الأحاديث المتواترة المسلمين أجمعين من الشيعة وأهل السند لا سيما إذا نظرت بعين بصيرة إلى حديث الثقلين ووضعته إلى جنب حديث لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) لعلمت من ذلك عدم خلو البيت النبوي (صلى الله عليه وآله) من رجل في كل زمان هو بحكم القرآن في وجوب التمسك به والتعرف عليه وأنه مع القرآن لن يفترقا حتى يردا على النبي (صلى الله عليه وآله) الحوض فإن قلت أن هذه الأحاديث كلها كذب وانتحال لا أصل لها - قلنا لك - أولا - لست ممن يميز رجال الإسناد ليعرف صدق الحديث من كذبه فلا يسوغ لك أن تحشر أنفك فيما لا تعرف - ثانيا - لا يمكنك أن تحكم بكذبها لو سلمنا لك جدلا أنك من أهل التميز لأنها مدونة في أصح الكتب عند أهل السنة بإجماعهم فإن كانت كذبا لزمك أن تحكم بكذب هؤلاء الحفاظ من أئمة أهل السند وحينئذ فمن أين يا ترى تأخذ معالم دينك لو كان لك دين إذا كان هؤلاء العلماء من أهل السنة عندك كذابين يضعون الأحاديث في صحاحهم ومسانيدهم ولا يميزون بين صحيحها ومكذوبها وهذه جرأة لا يرتكبها من أهل السنة سواك وإن كانوا صادقين في نقلها ويميزون بين مرفوعها وموضوعها ويعرفون رجال إسنادها كما هو الواقع فما ذنب الشيعة إذا تمسكوا بها في صحة ما يذهبون إليه. ثم إذا كانت تلكم الأحاديث كذبا