ويطعنون في الذين طلبوا من النبي (صلى الله عليه وآله) شجرة يعبدونها من دون الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الله أكبر قلتم كما قال موسى (عليه السلام) " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " على ما حكاه السيوطي في الدر المنثور ص 114 من جزئه الثالث في تفسير هذه الآية من سورة الأعراف آية 138 كغيره من أئمة التفسير عند أهل السنة.
ويطعنون فيمن أرادوا عرض الدنيا ولم يريدوا الآخرة على ما قص خبرهم القرآن بقوله تعالى في سورة الأنفال آية 67 (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم).
فإن كنت تطلب من الشيعة أن يكفوا عن الطعن في هؤلاء من السلف الذين ترى بباصرة عينك قد طعن القرآن فيهم فطلب هذا مستحيل الوقوع لأنك تريد منهم أن يكفوا عن قراءة كتاب الله وعن تلاوة آياته ويكونوا حرب الله فيتركوا الطعن فيمن طعن الله فيهم وحكم بنفاقهم وكذبهم وانقلابهم على أعقابهم وهيهات ذلك.
وإن كنت تريد غير هؤلاء من السلف الصالح الذين نصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم ينقلبوا على الأعقاب ولم يتمردوا على النفاق ولم يجادلوه ولم يخالفوا له أمرا ولم يرتكبوا له نهيا ولم يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى به وسلموا له تسليما ولم يحيدوا عن سنته نقيرا ولم يبدلوا تبديلا فإن الشيعة قديما وحديثا يحترمونهم ويتأدبون معهم ويكبرون ذواتهم ويظمونهم حتى كاد أن يكون ذلك من ضروريات مذهبهم الإسلامي.
وإذا تعدينا القرآن إلى السنة القطعية لرأيت بأم عينك إن لم تكن عليها غشاوة التعصب المقيت أن الشيعة لا يطعنون في الذين حكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بارتدادهم القهقري منذ فارقهم والتحق بالرفيق الأعلى.
فهذا البخاري يحدثنا في صحيحة في أواخر ص 85 في باب وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم من جزئه الثالث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (يجاء