مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٥٣٠
فروع الدين لا يتسع المجال في هذا الموجز للبحث عن الحكم والأسرار في فروع الدين، فهي قوانين وشرائع ربانية لتنظيم أحوال الإنسان الشخصية والاجتماعية، وعلاقته مع الخالق والخلق. والفقه الذي دون في ثمانية وأربعين كتابا، وكل كتاب منه مشتمل على أبواب، لا يتيسر استقصاء حكمها المبينة فضلا عما لا تصاب بالعقول. وإنما نذكر في هذا الموجز شيئا من حكمة الصلاة والزكاة:
من حكم الصلاة وأسرارها تشتمل الصلاة على أجزاء وشروط وموانع:
فشرط إباحة المكان في الصلاة ينبه المصلي أن لا يعتدي على حق أحد.
وشرط الطهارة من الخبث والحدث والخبث يرشده إلى أن النجاسة التي تطهر بالماء، أو الكدورة المعنوية التي تحصل قهرا في الروح من الجنابة - مثلا وإن كانت من غير اختيار - وتزول بالغسل، توجبان بطلان الصلاة، وتمنعان الإنسان من التوجه إلى ذي الجلال والإكرام سبحانه.
وبهذا يمكن أن يتصور تأثير قذارة الأعمال القبيحة الاختيارية، مثل الكذب، والخيانة، والظلم، والتعدي، وكدورة الأخلاق الرذيلة، في حرمانه من حقيقة الصلاة التي هي معراج المؤمن، وقربان كل تقي.
*
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»