مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٤٦
بعده، قال الله (تعالى) فيما أنزله على نبيه (صلى الله عليه وآله) في كتابه: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} (1)، فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده، فإن أبت عليك الامرأة فأنشدك بالقرابة التي قرب الله منك، والرحم الماسة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لا تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنختصم إليه، ونحبره بما كان من الناس إلينا بعده، ثم قبض (عليه السلام) (2).
ومن رزقه الله دراية الروايات، وتدبر في قراءة أوراق حياة هذا القرآن الناطق، من اصفرار لونه بالنظر إلى أبواب المساجد، بإيصال روحه إلى نور عظمة الله، إلى تحمله أثقال المصائب التي رآها من أصحابه وأعدائه لحفظ أمانة الله، وتأمل في معاملته لخلق الله، من عدم مؤاخذة قاتله في بيته بشئ، لأنها كانت قبل الجناية، وكتمانه عليه بعدها، وإيكال الأمر إلى الله، يعلم أن مثله يقدر أن يقول: أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه يعبده حق عبادته.

(١) سورة الأحزاب: ٥٣.
(2) الأمالي للطوسي ص 159، المجلس السادس ح 18.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»