فمن أراد هذه الحكمة التي هي ضالة كل مؤمن وطلبة كل إنسان، فلا يمكنه أن ينالها إلا من طريق علي (عليه السلام).
وغير خفي على أهل النظر أن عظمة علم النبي وحكمته (صلى الله عليه وآله وسلم) فوق أن تدركها العقول، فإنه الإنسان الكامل على الإطلاق، ومقتضى البرهان صيرورة ما في نوع الإنسان من الاستعداد للكمال العلمي والعملي فعليا في الفرد الكامل الذي لا أكمل منه، وقد قال الله سبحانه: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} (1).
فما عده العلي العظيم الذي لا حد لعظمته عظيما، يكون أعظم من أن تصل إلى مبلغ عظمته الأفهام، وعلي باب هذا العلم والحكمة، وبكلمة واحدة: باب علم الخاتم هو باب علم العالم!
وقد اتفق الفريقان على أنه قال: (سلوني قبل أن تفقدوني) (2)، وعدم تحديد