مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٨٧
المسجد جنبا، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
قال ابن عباس: وقال رسول الله: من كنت مولاه فإن مولاه علي (1).
فهل يبقى شك في أن عليا هو الخليفة للنبي بلا فصل، بعد تخصيص النبي له براية الفتح، ونصه عليه وحده من بين الأصحاب بأنه محبوب الله ورسوله؟ وبعد أن أرسل سورة براءة إلى أهل مكة بيد غيره، فأمره الله أن يسحبها منه ويعطيها لعلي، لأنه لا يجوز أن يبلغها عن النبي إلا هو أو رجل منه، وهو علي؟
وبعد تصريح النبي بأن منزلته منه كمنزلة هارون من موسى، وأنه لا ينبغي له أن يذهب من المدينة إلا وعلي خليفته؟
وبعد أن نص على ولايته المطلقة على المؤمنين فقال: (أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة) (من كنت مولاه فعلي مولاه)؟
وكيف يبقى مجال للشك عند المنصف وهو يرى هذه الأحاديث وأمثالها مدونة في مصادر العامة، معترفا بصحتها عندهم، تنص على أن عليا (عليه السلام) هو خليفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا فصل؟!
* *

(١) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٣٢، مسند أحمد ج ١ ص ٢٣٠، والسنن الكبرى البيهقي ج ٥ ص ١١٢، والمعجم الكبير ج ١٢ ص ٩٧، وفضائل الصحابة ج ٢ ص ٦٨٢، خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) ص ٦٢.، خصائص الوحي المبين ص ١١٧، تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٩٨، ينابيع المودة ج ١ ص ١١٠، ذخائر العقبى ص ٨٧، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١١٩، كتاب السنة ص ٥٨٩، السنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ١١٣، البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٧٤ ومصادر أخرى للعامة.
مناقب أمير المؤمنين ج ٢ ص ٥٠٥، تفسير فرات الكوفي ص ٣٤١، شرح الأخبار ج ٢ ص ٢٩٩، العمدة ص ٨٥ و ٢٣٨، كشف الغمة ج ١ ص ٨٠، المناقب ص ١٢٥، كشف اليقين ص ٢٦، ومصادر أخرى للخاصة.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»