مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٨٩
وقال أحمد بن حنبل كما في مستدرك الحاكم: (ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل، ما جاء لعلي بن أبي طالب) (1).
وقيل لإمام العلم والأدب مؤسس علم العروض، الخليل بن أحمد:
ما الدليل على أن عليا إمام الكل في الكل؟
قال: احتياج الكل إليه، واستغناؤه عن الكل.
وقيل له: ما تقول في علي بن أبي طالب؟
فقال: ما أقول في حق امرئ كتم مناقبه أولياؤه خوفا، وأعداؤه حسدا، ثم ظهر من بين الكتمانين ما ملأ الخافقين (2).
فلو لم يكن حسد الأعداء وخوف الأصدقاء، ولو لم تحجب العصور المظلمة لحكومات بني أمية وبني العباس شمس أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكيف كانت ستشرق ويسطع نورها؟! وتنتشر أنوار فضائله في الآفاق؟!
* * ولنختم هذا المبحث الشريف بآيتين من الآيات النازلة في شأنه (عليه السلام):
الآية الأولى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم

(١) المستدرك ج ٣ ص ١٠٧، وشواهد التنزيل ج ١ ص ٢٦ و ٢٧، وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤١٨، نظم درر السمطين ص ٨٠، تهذيب التهذيب ج ٧ ص ٢٩٧، ينابيع المودة ج ١ ص ٩ و ج ٢ ص ٣٧٠ و ٣٨٥ وغيرها. وقد ذكر في كتب الخاصة أيضا كما في: الطرائف ص ١٣٦ والمناقب ص ١١ و ٣٤ والعمدة ص ١٢١ وكشف الغمة ج ١ ص ١٦٧ وغيرها.
(٢) المهذب البارع ج ٤ ص ٢٩٣.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»