مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٨١
علي (عليه السلام) إلى مرتبة قال الذي قال الله في شأنه: {وما ينطق عن الهوى} (1): (علي مني)، الكاشف عن اشتقاق علي من الجوهرة الفريدة في عالم الإمكان، وهي النفس القدسية التي هي العلة الغائية من خلق العالم واستخلاف آدم، ولم يقتصر على هذا، بل قال: (وأنا منه)، لأن غاية وجوده والهدف من بعثته وما به قوام إنيته، وهو الهداية إلى الدين القويم والصراط المستقيم، لم تتحقق حدوثا وبقاء إلا بعلي وأبنائه المعصومين (عليهم السلام).
فكيف يمكن الفصل في الخلافة بين من هو من علي وعلي منه؟!
الحديث الخامس قال النبي (صلى الله عليه وآله): (علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا على الحوض) (2)، وقد اعترف بصحة سنده كبار أئمة الحديث من العامة والخاصة.
ودلالة هذا الحديث كسابقه واضحة، لأنه ليس في الكتب الإلهية أفضل من القرآن {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشبها} (3)، {إن هذا القرآن يهدى للتي هي

(١) سورة النجم: ٣.
(٢) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٢٤ وفي التلخيص أيضا، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٣٤، المعجم الصغير ج ١ ص ٢٥٥، المعجم الأوسط ج ٥ ص ١٣٥، الجامع الصغير ج ٢ ص ١٧٧، كنز العمال ج ١١ ص ٦٠٣، فيض القدير ج ٤ ص ٤٧٠، سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٩٧، ينابيع المودة ج ١ ص ١٢٤ وص ١٦٩ ومصادر أخرى للعامة.
الاحتجاج ج ١ ص ٢١٦ و ٢٩٧، الطرائف ص ٧٣ و ١٠٣، الأربعون حديثا ص ٧٣، كشف الغمة ج ١ ص ١٤٨، الأمالي للطوسي ص ٤٦٠، المجلس السادس عشر ح ٣٤ وص ٤٧٩ وص ٥٠٦ وبتفاوت في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ج ٢ ص ٦١٦ ومصادر أخرى للخاصة.
(٣) سورة الزمر: ٢٣.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»