مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٢٧
الادعاء الواضح منه (صلى الله عليه وآله وسلم) برهان قاطع على ثبوت تلك البشارات في ذلك الزمان، وأنهم لم يجدوا بعد ذلك بدا من تحريف الكتب، حفظا لما بأيديهم من حطام الدنيا وحبا للجاه والمقام بين الناس، كما يحدثنا عن ذلك - مثلا - قسيس أسلم وسمى نفسه (فخر الإسلام) في كتابه (أنيس الأعلام) وخلاصة كلامه:
إني ولدت بين كنائس أرومية، وفي أواخر أيام دراستي صرت خادما عند أحد كبار طائفة الكاثوليك، وكان يحضر درسه أربعمائة أو خمسمائة مستمع، وذات يوم كان التلاميذ يتباحثون فيما بينهم في غياب الأستاذ، وعندما دخلت عليه سألني: في أي شئ كانوا يبحثون؟
قلت له: في معنى كلمة (الفارقليط).
فسألني عن آراء المتباحثين فأخبرته، فقال: الحق غير ما قالوه!
ثم أعطاني مفتاح صندوق كنت أتصور أنه صندوق فيه كنز له، وقال: في هذا الصندوق كتابان أحدهما باللغة السريانية والآخر باليونانية، وقد كتبا على رق قبل بعثة محمد، أحضرهما لي.
وعندما أحضرتهما أراني الجملة التي فيها كلمة الفارقليط، وقال: هذا اللفظ بمعنى أحمد ومحمد، وقال لي: لم يكن بين علماء المسيحية خلاف في معنى هذا الاسم قبل بعثته، لكنهم بعد بعثته حرفوا اسمه!
سألته عن دين النصارى، فقال: هو منسوخ، وطريق النجاة منحصر باتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)!
سألته: لما لا تظهر ذلك؟
فقال: إذا أظهرت ذلك سوف يقتلونني.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 131 132 133 ... » »»