مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٢٦
ومنها: ما جاء في الفصل الواحد والتسعين: " (1) ومع أني لست مستحقا أن أحل سير حدائه (2) قد نلت نعمة ورحمة من الله لأراه ".
ويكفي لإثبات بشارات التوراة والإنجيل بنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه دعا اليهود والنصارى وحكامهم وأحبارهم ورهبانهم وقساوستهم إلى الإسلام، وأعلن رفضه لعقيدة اليهود {عزير ابن الله} (1) ولعقيدة النصارى {إن الله ثالث ثلاثة} (2).
وأعلن بكل صراحة بأنه هو الذي بشرت به التوراة والإنجيل {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} (3)، {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} (4).
فهل كان يمكنه الإعلان عن هذه الدعوى، وهو غير صادق فيها، أمام أولئك الأعداء الذين كانوا ينتهزون الفرصة للقضاء عليه حتى لا يفقدوا موقعيتهم المادية والمعنوية؟
إن الأحبار والقساوسة وعلماء اليهود والنصارى وسلاطينهم الذين توسلوا بكل الوسائل للوقوف أمامه وبذلوا جميع جهودهم للتصدي له، ورجعوا خائبين مندحرين حتى في الحرب والمباهلة، كيف سكتوا في مقابل هذه الدعوى المدمرة، وعجزوا عن مواجهتها وإبطالها؟
إن هذا السكوت الفاضح من علماء اليهود والنصارى وأمرائهم، وذلك

(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 131 132 ... » »»